3 طرق لتغيير نظرتك تجاه الحياة

لا تنجم التعاسة عن التعرض للفشل أو الحزن أو الخوف كما يظن بعض الناس؛ بل عن التهاون والتقاعس؛ أي أن تكون مرتاحاً وراضياً عن نفسك ووضعك وما توصلت إليه في حياتك، وتأبى أن تحاول التقدم أو إجراء التغييرات والتحسينات في حياتك، وتستمر حالة الرضى عن الوضع والمبالغة في تقدير مدى جودة الحياة حتى يأتي اليوم الذي يدرك فيه الفرد أنَّه تعيس جداً، ولا يُقصَد بتغيير الحياة أن تجري تغييرات جذرية في واقعك أو أن تقلبه رأساً على عقب؛ بل يكفي أن تكوِّن منظوراً جديداً تجاه نفسك والعالم حولك.



3 طرق لتغيير نظرتك تجاه الحياة:

إليك فيما يأتي 3 طرائق لتغيير نظرتك تجاه الحياة:

1. إجراء تغييرات جسدية:

يعيش الإنسان حياته كلها معتمداً على جسده في تأدية أعماله كلها، ويمكن أن يصبح الجسد مصدراً للسخط والصراع أحياناً؛ لكنَّ الإنسان قادر على إحداث التغييرات الجسدية التي يحتاج إليها في حياته.

يتغير الجسد من تلقاء نفسه مع مرور الوقت وتقدم الإنسان في العمر، لكن يوجد عدد كبير من العمليات والتغيرات الجسدية التي يمكن ضبطها والتحكم بها، وتتم عملية تغيير المنظور تجاه العالم وفق مراحل متعاقبة تبدأ بتغيير نظرة الفرد تجاه نفسه ومظهره الجسدي. 

يعاني معظم الأفراد هوس الوصول للوزن المثالي، سواء بسبب النحافة أم الوزن الزائد، وتكمن المشكلة في نظرة هؤلاء الأشخاص الدونية تجاه أجسادهم وتفكيرهم المستمر بمعايير الجمال والمظهر الجسدي المفروضة من قبل المجتمع. 

إقرأ أيضاً: أهمية تقبل النفس: لا يمكن ممارسة الرعاية الذاتية دون قبول الذات

يكمن الحل في مثل هذه الحالة في تناول الطعام الصحي وممارسة التمرينات الرياضية، وأحياناً يكون التخلص من مشكلة النحافة أو الوزن الزائد هو الحل الذي يحتاج إليه الفرد ليتخلص من الرتابة، ويعطي حياته منحى واتجاهاً جديداً، ولا تقتصر هذه التغييرات على الوزن؛ بل إنَّها تشمل مظاهر الجسد الجمالية كلها مثل الوجه والشعر وما إلى ذلك. 

تستطيع أن تغيِّر تسريحة شعرك أو لونه، أو نمط الملابس التي ترتديها بالعادة، أو ربما تجرب ألواناً وتنسيقات جديدة، وقد تكون هذه التغييرات هي ما تحتاج إليه لتجدد حياتك وتتخلص من الرتابة فيها وتضفي إليها الحماسة والبهجة، وقد يشعر بعض الأشخاص بأنَّ تغيير الشكل بهذه الطريقة يقتصر على المراهقين أو الشباب، لكنَّ هذا غير صحيح؛ فالإنسان يفهم ذاته والأشياء التي تناسبه أكثر مع تقدُّمه في السن.

2. تغيير المحيط:

يظن بعض الناس أنَّ تغيير المحيط أو الغرفة يساعد على النوم والتخلص من مشكلة الأرق، وقد لا تكون المشكلة بالمحيط بحد ذاته؛ بل باعتياد الفرد عليه؛ وذلك أنَّ الأشياء تفقد معناها وخصوصيتها عندما تكون موجودة أمام ناظريه لوقت طويل؛ لهذا السبب بالتحديد يُنصَح بتغيير الأشياء الموجودة في محيط الفرد حتى يتسنى له تكوين رؤية ومنظوراً مختلفاً تجاه الحياة.

تستطيع أن تُجري تغييرات بسيطة أو جذرية في محيطك، وتشمل الإجراءات البسيطة تغيير ترتيب أثاث المنزل، ويمكن أن تصل التغييرات الجذرية إلى الانتقال لمنزل جديد على سبيل المثال، ويلجأ بعضهم إلى أسلوب "فينج شوي" (Feng Shui) الذي يساعد الإنسان على تحقيق التوازن والسكينة من خلال ترتيب منزله وتنظيمه وفق طريقة معينة.

قد تتحسَّن حياة الفرد اليومية عندما يُجري بعض التعديلات في ترتيب أثاث منزله، مثل تغيير اتجاه السرير أو مكانه، أو إعادة طلاء جدران الغرف، أو شراء سجادة جديدة، أو تزيين الجدران والأسقف، أو شراء غطاء لأريكة قديمة على سبيل المثال، وتساهم هذه التغييرات البسيطة في مساعدة الفرد على ملاحظة الأشياء حوله، وزيادة شعوره بالراحة خلال أوقات وجوده في المنزل.

أحياناً يحتاج الفرد إلى السفر حول العالم، أو الذهاب في رحلة إلى خارج البلدة أو المدينة حتى يقدر على تغيير نظرته تجاه العالم، وتكمن الحلول والأجوبة التي يبحث عنها الإنسان في داخله؛ لكنَّه يحتاج إلى تغيير محيطه والذهاب إلى مكان جديد حتى تتوضح أفكاره وتتكوَّن رؤيته الجديدة للعالم حوله؛ تُعَدُّ الرحلات من أكثر الأساليب فاعلية في تغيير موقف الإنسان ووجهات نظره الحياتية.

تستطيع أن تذهب في رحلة قصيرة وتعود في اليوم نفسه أو أن تزور مكاناً لطالما تمنيت السفر إليه على سبيل المثال، أما إذا رغبت في خوض تجربةٍ تغيِّر حياتك جذرياً، عندئذٍ يُنصَح بالسفر إلى أماكن بعيدة والتعرف إلى الثقافات المختلفة عنك. 

كما تستطيع أن تزور البلدان الفقيرة لكي تقدِّر النعيم والرفاهية الموجودة في حياتك، ولا بُدَّ أن تتغير نظرتك إلى العالم عندما تشهد بأم عينك الفقر والجوع والحرمان في البلدان الفقيرة؛ بل وإنَّ موقفك تجاه مستواك المادي وعملك الذي وصفته دون المستوى المطلوب سيتغير جذرياً.

شاهد بالفيديو: كيف تغير حياتك؟

3. إجراء تغييرات مهنية:

تشكِّل مهنة الإنسان جزءاً كبيراً من هويته الشخصية، وهذا يعني أنَّ الحصول على وظيفة جديدة سيؤدي إلى إحداث تغييرات جذرية في حياته ومواقفه ونظرته تجاه العالم، وصحيح أنَّ فرص العمل قليلة، ولا يمكن للفرد أن يضحي بوظيفته بسبب حاجته الماسة إلى المال، لهذا السبب يجب عليه أن يحاول تحقيق أقصى فائدة ممكنة من الوضع. 

لا يقتصر الأمر على تغيير المنصب أو مكان العمل؛ بل تستطيع أن تعمل على تنمية نفسك واكتساب مزيد من المهارات عبر التسجيل في دورات تدريبية تتعلم من خلالها العمل في مجال العقارات أو الضرائب على سبيل المثال وتستفيد منها في تحسين وضعك المهني، أو من خلال الالتحاق بصفوف الطهي، أو صناعة المجوهرات أو الرقص أو السباحة وغيرها من النشاطات الممتعة التي تساعدك على تغيير نظرتك تجاه نفسك وتعريفك لشخصيتك، وأصبحت الدورات التعليمية تتم عبر الإنترنت وهي متاحة للجميع دون استثناء، وأنت قادر على تلبية احتياجاتك التعليمية في منزلك.

إقرأ أيضاً: كيف تفصل حياتك المهنية عن إحساسك بالثقة بالنفس واحترام الذات؟

في الختام:

لا يُشترَط أن تسافر إلى أحد البلدان المتخلفة والفقيرة حتى تكوِّن منظوراً جديداً تجاه العالم؛ بل تستطيع أن تبحث عن الفقراء والمشردين في المجتمع الذي تعيش ضمنه، وتنتسب للجمعيات الخيرية والفرق المحلية التي تُعنى بمساعدة المشردين والجياع في منطقتك. 

يقدِّر الإنسان حياته والنِّعم التي يحظى بها عندما يشهد بأم عينه الحرمان والجوع في العالم من حوله، وتدفعه هذه التجارب إلى إعادة النظر في أولوياته، وطريقة تربية أطفاله، فقد يقرر الإنسان البالغ في مثل هذه الحالة أن يعطي أطفاله فكرة عن قساوة الحياة، والحرمان والجوع والبؤس الموجود في العالم لكي يقدِّروا الرفاهية التي ينعمون بها، ويكونوا متعاطفين وكرماء ويصبحوا معطاءين عندما يكبرون. 

إذا أردت أن تغير نظرتك تجاه واقعك وتقدِّر الرفاهية والراحة التي تنعم بها، عندئذٍ عليك أن تتخيل أنَّك تعيش حياة مملوءة بمختلف أنواع المشاق والصعوبات التي يواجهها عدد كبير من الأفراد يومياً.

تنبع القدرة على التغيير من داخل الإنسان؛ لكنَّ اتخاذ قرار التغيير وتطبيقه على أرض الواقع يمكن أن يكون مُخيفاً؛ لأنَّك مُقبل على شيء جديد تجهله بعد أن اعتدت وارتحت في وضعك المألوف والرتيب، ولا داعي لأن تجبر نفسك على إجراء تغييرات جذرية غير محسوبة؛ بل يمكن أن تفي بعض التغييرات البسيطة بالغرض ويتسنى لك أن تستعيد شغفك وسعادتك مجدداً، أو قد تتخذ قرارك بإجراء نقلة نوعية على مستوى حياتك بأكملها، ويكتشف بعض الناس في نهاية المطاف أنَّ مقومات السعادة كانت متوفرة لديهم طوال الوقت؛ لكنَّهم لم يدركوها.




مقالات مرتبطة